الخميس، 21 مايو 2009

الالم و الوجع و المعاناه

لا يشعر بالالم الا الانسان الفرد
فالالم هو شعور ذاتي فردي شخصي بحت ينبثق داخل الانسان في وحده و اغتراب
لا يشعر به الاخرون
لا يشعر به الا الانا و الانا فقط
مهما ابدي الاخرون من تعاطف او مشاركه
فانهم لا يشعرون بالالم
و لا حتي ببعض منه
الالم الوجع المعاناه كلها هي خبرات ذاتيه شخصيه محضه

يخطئ من يظن ان الناس كتله واحده يشعرون شعورا واحد
او حتي يشعرون ببعضهم البعض
يكذب علي نفسه
يؤمن بمثاليه هي ليست من طبيعة الحياه في شئ
انني و عندما اتألم اشعر انا بالالم
و لا يشعر بالالم الا انا

اطفال غزه لا يشعر بالامهم كل من تعاطف معهم علي هذا الكوكب
ربما يبدون تجاههم الكثير نعم
لكنهم لا يشعرون بشئ
ولا حتي اي شئ
لا يشعر بالالم و لا يعانيه و يستشعره الا هم بانفسهم

معاناتنا مع التمييز و الاضطهاد و الكراهيه
لا يشعر بها الا من يكابدها
او يكابد مثلها

ما صلة القرابه او روابط الدم او حتي اللغه او الدين او حتي الانسانيه الا خيوط في عقولنا نحن لكن الواقع بالاساس ينبئنا
ان الذي يعاني الما في اسنانه لا يشعر به غيره
و لا حتي بعشره مهما ابدي الاصدقاء من تعاطف او حتي تمثيل في اغلب الاحيان

ان صراع الانسان منذ فجر التاريخ هو ذلك الصراع مع الالم
تلك الرحله مع المعاناه
الاعتراك مع الشر او الطاعون
محاولة التغلب علي العبث و الامنطقيه
محاولة التمرد علي الامعقول
كل الكشوفات و الفتوحات العلميه كانت خطوه للامام
لكن في نفس الوقت هي لم تقتل المعاناه و لم تبيد الالم

و انه فيما يبدو ان رحلة الانسان مع الطاعون هي ابديه
و معاناته قدر
و مستمر الي مالانهايه لا يخدم الا قوانين الطبيعه الجامده
لا يعبأ بالانسان و لا يبالي بذلك الالم الذي يشعر به

لا يشعر بالامنا الا نحن
لا تشعر بنا السماء ولا الارض
نحن الذين علي عاتقنا نتحمل هذه الالام
و نحن الذين بايدينا علينا ان نزيل هذه الالام

ليست هناك تعليقات: